الفكر الموسوعي عند سيبويه وأثره في نشأة العلوم

نوع المستند : بحوث علمیة محکمة

المؤلف

جامعة

المستخلص

التكامل المعرفيَّ بين علوم العربية وعلوم الشريعة ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، فقد حفل تاريخنا الإسلامي بشخصيات علميَّة، أفاض الله عليهم من أنوار علمه، فكانوا في سماء العلم نجومًا، بأنوار علومهم يُهْتَدى وبحسن سيرتهم يُقتدى، وممن امتنَّ الله عليهم بمفاتيح العلوم إمام العربية سيبويه قال فيه الأزهري: "وَقد نظرتُ فِي كِتَابه فرأيتُ فِيهِ علما جمًّا". وَقَالَ غيره: "قَدْ تَعلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ، وَضَرَبَ بِسَهْمٍ فِي كُلِّ أَدَبٍ مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ"، لقد افتضَّ سيبويه بكارةَ كثيرٍ من العلوم، فكانت مباحثُه في الكتاب حجرَ الأساس الذي عليه بُنِيَت، ونواتَها التي منها اشتُقَّت، من علوم العربيَّة، كالبلاغة وأصول اللغة وعلم الدلالة واللهجات والأصوات والعروض والقوافي، كما أنَّه اشتمل على مباحث على قدر من الأهمية من علوم القرآن الكريم مثل: علم التجويد وأحكام القرآن وعلم الوقف والابتداء وغيرهما، بالإضافة إلى معرفته بالقراءات القرآنية ومكانتها، ودرايته ببعض الأحاديث النبويَّة ودرجة صحتها، هذا مع شهرته في النحو والتصريف اللذين صار لهما علَمًا، ويهدُف البحث إلى إظهار هذا التنوع المعرفيِّ عند سيبويه، وأثره في نشأة علوم العربيَّة وعلوم القرآن الكريم.
وقد خلص البحث إلى بعض النتائج، منها: 1- تمكن إمام النحاة (سيبويه) تحقيق التكامل المعرفي فكان كتابه موسوعة علمية شاملة، ضمت مباحث لكثير من علوم اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم، 2- والرد من خلال تأثر البلاغيين بالكتاب على من زعم أن علماء النحو لا فتيا لهم في مواطن البلاغة، 3- كذلك تفنيد شُبهات من ادعى أنَّ سيبويه لم يكن على علم بالحديث النبوي وأنه تنكب الاستشهاد به في كتابه، حيث أثبت البحث أن سيبويه قد كان على علم بالحديث النبوي، مستشهدا به في مواضع عديدة من كتابه، لكنه لم يصرح بنسبتها لأسبابٍ ذُكِرَت في ثنايا البحث. ولا يكاد يخلو كتاب من كتب التفسير وإعراب القرآن الكريم من الاستشهاد بكلام سيبويه، 4- يُعَدُّ كتاب سيبويه يعد نموذجا طيبا لكثير من مصنفات النحويين الأوائل التي تميزت بالتكامل المعرفي؛ فضمت بين دفتيها صنوفًا من علوم العربية وعلوم الشريعة في تناغم بديع وتناسق فريد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية