الجانب النفسي والوجداني في مشروعية القصاص من الجاني

نوع المستند : بحوث علمیة محکمة

المؤلف

كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

إن الشريعة الإسلامية الغراء قد اشتملت أحكامها السامية على حفظ المقاصد الشرعية الضرورية منها، والحاجية، والتحسينية، وفي مقدمة المقاصد الضرورية حفظ النفس البشرية من كل ضرر وأذى وصونها من كل اعتداء، فشرعت القصاص عقوبة لكل من يعتدي على النفس البشرية، إن لم يكن الاعتداء مشوباً بالخطأ، أو بأي قرينة تدفع القصد، وتبعد نية الاعتداء، فعقوبة القصاص من أنجع وسائل الردع العام، وإن كان يبدو فيه الصرامة والشدة، لكنه بعيد كل البعد عن أن يكون تعذيباً للجاني أو تنكيلاً به، بل هو رحمة حازمة تحافظ على كيان المجتمع وتماسكه، ويعد هذا الموضوع من الموضوعات المهمة والبارزة في وقتنا الحالي؛ إذ يمس جوهر حياتنا فيما يتعلق بالناحية الاجتماعية والإنسانية، ونظرا لأهمية هذا الموضوع جاءت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على أهم الجوانب النفسية والوجدانية في شرعية القصاص من الجاني، حيث كان لتشريع القصاص من الجاني، عظيم الأثر في القضاء على الفوضى وكل انحراف إجرامي، وصيانة المجتمع من ألوان الفوضى والفساد، إذ يتحقق من خلاله إرضاء المجني عليه وتشفي أهله، وصون النفس من الاعتداء، وتقويم السلوك الإنساني وتنمية الشعور النفسي والعاطفي والوجداني لدى الإنسان، وتركيز الضمير، وترقية الوجدان وإذكاء الشعور الإنساني بمراعاة حقوق الآخرين، والبعد عن مختلف أنواع الأذى والضرر، وتقويم غيره من المجرمين وإصلاح حالهم وتهذيبهم ومنعهم من العود أو التكرار والاسترسال في هوى أنفسهم، وارتكاب الجرائم والمحرمات، وتطهير نفس الجاني الجانحة والمنحرفة من آثار جريمته وجنايته النكراء التي تؤثر في صفاء القلب، وطهارة النفس، والتي ينجم عنها زعزعة الأمن والاستقرار.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية