أساليب الإقناع في خطبة الشيخ المراغي عن الأزهر دراسة بلاغية

مما هو متفق عليه أن من أجل غايات النظم أن يروم المتكلم إقناع المخاطب بما يريد وحمله على التصديق والإذعان بما يقول أو ثنيه عما هو عليه وفق طرائق تعبيرية متعددة ومتنوعة تعزف على مخاطبة الجانبين العقلي والوجداني حيث تدفع بالمخاطب دفعًا حثيثًا إلى إعمال العقل والتأمل والتدبر فضلًا عما تحدثه من استمالة المشاعر والعواطف لا سيما وقد أضحى تأثير اللغة يفوق تأثير السلاح ولا يتحقق ذلك إلا لمن منحهم الله القدرة على الغوص في بواطن الأمور واستجلاء حقائق الأشياء ومتعهم بالملكة اللغوية التي تمكنهم من جودة التعبير وبراعة الأسلوب  وممن حباهم الله بذلك الإمام المراغي محمد مصطفي المراغي الذي تولى مشيخة الأزهر مرتين وقد تجلى ذلك بوضوح في خطبته التي أنشأها دفاعًا عن الأزهر ضد الدعاوي الواهية التي تبناها المتخوفون من قيام الأزهر بدوره في الحياة العامة وتعالت صيحاتهم بها حيث زخرت الخطبة بقدر موفور من أساليب الإقناع التي تعين على تحقيق التأثير في نفوس المخاطبين واستمالتهم لإقرار بصواب رأيه وصدق دعواه ودحض الأفكار الفاسدة وتقويم ما اعوج من معتقدات ومفاهيم وقد جاء البحث تحت عنوان      " أساليب الإقناع في خطبة الشيخ المراغي عن الأزهر دراسة بلاغية" وقد عمد البحث إلى استجلاء تلك الأساليب البلاغية التي اصطبغت بصبغة إقناعية  وبيان أثرها في بناء المعنى ولما كانت الغاية القصوى من الخطبة تصحيح أفكار المخالفين ورد شبهاتهم وكشف الحقائق التي غابت عنهم غلب على بناء الخطبة أسلوب الإيضاح بعد الإبهام وأسلوب التوكيد والأسلوب الخبري وغيرها وقل في بنائها الأساليب القائمة على التخييل كالتشبيه والمجاز ولأهمية تفجير ينابيع هذا الاتجاه في الدراسات البلاغية يوصى بضرورة تسليط الضوء على بيان أثر أساليب الإقناع البلاغية في صياغة النظم شعرًا ونثرًا حيث أصبح سلوك هذا المسلك مطلبًا أساسيًا في تحقيق التواصل الجيد مع الأخرين.
What has been agreed upon is one of the most important purposes of sermon, the speaker aims to convince the addressee of what he wants and make him believe and accept what he says or dissuade him from what he is according to the various and varied expressive methods that play. In addressing both the mental and emotional aspects, whereby the addressee actively pushes the mind to perceive, reflect and meditate, as well as what he is talking about by gaining feelings and emotions, especially as the influence of language becomes more than weapons, and this is achieved only by those whom God has given the ability to delve into internal matters and clarify the facts of things and their enjoyment of the linguistic ability that enables them to obtain the quality of expression and creativity of style. And one of those whom God loved with was Imam Al-Maraghi Mohammed Mustafa Al-Maraghi who took over the Sheikhdom of Al-Azhar twice. This was clearly demonstrated in his sermon in defense of Al-Azhar against the false allegations made by those who feared by Al-Azhar's role in public life. He had to influence the interlocutors' hearts and win them to recognize the correctness of his opinion and the truthfulness of his claim, refute corrupt ideas, and correct his perverted beliefs and concepts. The research came under the title "Methods of Persuasion in the Sermon of Sheikh Al-Maraghi in Al-Azhar: A Rhetorical Study". The sermon construction was dominated by the method of clarification after ambiguity, the method of emphasizing, the method of declaring and others, and less in the methods of constructing it based on imagination, such as simile and metaphor and the importance of blowing up the springs of this trend in rhetorical studies It is recommended to highlight the statement of the impact of rhetorical methods of persuasion in the formulation of speech in poetry and prose, where this behavior has become An essential requirement in achieving good communication with others